الجزيرة
أحال جهاز حماية المنافسة المصري رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عيسى حياتو للنيابة العامة لـ “خرق قوانين الاستثمار” في طرح حقوق البث التلفزيوني للبطولات الأفريقية، ما اعتبره مراقبون ضغوطا لصالح شركة محلية، بينما رآه آخرون إقرارا للشفافية.
وأقر الجهاز عددا من التدابير الإدارية بحق الاتحاد لإلغاء التعاقد مع شركة “لاغاردير سبورت” فيما يخص السوق المصري، مع استمرار مؤسسة “بي أن سبورت” الإعلامية في عرض فاعليات تلك البطولة استثنائيا، نظرا لانعقاد كأس الأمم الأفريقية لعام 2017 في الغابون منتصف الشهر الحالي.
وقال بيان جهاز حماية المنافسة -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن ذلك يأتي “ضمن إطار حقوق البث التي أساء الاتحاد استخدامها”.
وطالب الجهاز الاتحاد بـ “إعطاء حقوق البث المباشر التلفزيوني الفضائي لشركة أخرى تقدمت بالفعل بعروض لبث البطولة داخل مصر“.
حقوق البث
وعلمت الجزيرة نت أن المكتب التنفيذي للاتحاد مازال يدرس الموقف استنادا لبيان الجهاز، وسيُصدر الاتحاد بيانا لتوضيح موقفه خلال ساعات، ولم يستبعد مصدر -رفض ذكر اسمه- الاتجاه لنقل مقر الاتحاد من القاهرة إلى تونس، والاكتفاء بمقر مدينة 6 أكتوبر للتواصل مع الكاف، مؤكدا أن مثل هذا القرار يحتاج موافقة 75% من الدول الأعضاء المؤسسين ومنهم مصر”.
وألمح المصدر إلى أن الاتحاد يملك كذلك استبعاد منتخب مصر من بطولتي الأمم الأفريقية عامي 2019 و2021، في حال قيام التلفزيون المصري بنقل مباريات 2017، حيث وقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري على لائحة تنص على استبعاد أي منتخب تقوم دولته بنقل مباريات بشكل غير شرعي، مؤكدا أن تعاقد الاتحاد الأفريقي مع الشركة الفرنسية لاغاردير قانوني.
وقال الكاتب المتخصص بالشأن الرياضي أحمد سعد إن تحرك الجهاز لا يعدو أكثر من “مؤامرة ضد (بي أن سبورت)” ويدعم ذلك أن أخبار وأسرار الكاف لاسيما الخاصة بملف حقوق رعاية البطولات المختلفة بدأت تتسرب خارج الاتحاد.
وأكد سعد أن ذلك يعني أن هناك شخصا بعينه عضوا بالاتحاد وشريكا في شركة “بريزنتيشن” التي تريد المنافسة على حقوق البث له مصلحة من وراء تسريب تلك الأخبار”.
رفع الحرج
ولم يستبعد سعد أن يكون “البلاغ المقدم ضد عيسى حياتو تم بالتنسيق مع حياتو نفسه حتى يرفع عنه الحرج في أي قرار يمكن أن يتم اتخاذه مستقبلا لصالح (بريزنتيشن)” ويرفع عنه كذلك الحرج أمام “لاغاردير سبورت” التي كان الكاف قد وقع معها منذ عدة شهور عقدا يقضي ببيع حقوق المباريات الأفريقية حتى عام 2029.
وأشار في حديث للجزيرة نت أن “نجاح أو فشل بريزنتيشن مرهون باستمرار نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حيث إن المالك المعلن للشركة هو محمد الأمين المسيطر حاليا على الإعلام الفضائي المصري والمقرب من النظام”.
بدوره، قال المحامي ياسر فتحي الذي أقام الدعوى أمام جهاز حماية المنافسة إنه “سبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم مواجهة واقعة مماثلة” مشيرا إلى أن “الجهاز كان يتواصل مع الاتحاد لسنة ونصف السنة لتنبيهه لخطورة مثل هذه الممارسات الضارة”.
وتابع فتحي في مداخلة لفضائية محلية أن “اتفاقية المقر تلزم الاتحاد بتنفيذ القوانين المصرية” مؤكدا أنه “إذا لم يلتزم الاتحاد يحق لكل اتحاد وطني بكل دولة أفريقية التصرف في حقوق البث الخاصة به، ويحق للشركة الفرنسية العودة بالحقوق على الكاف المدان ورئيسه”.
من جهته، قال المعلق الرياضي محمد شبانة إن “شركة بريزنتيشن يمكنها التقدم لو جرت مزايدة شفافة، فهي مستعدة لدفع 1.2 مليار دولار، ومعها أربعة بنوك وشركات ضخمة، وبجانب ميزة كونها شركة وطنية فهو بزنس مربح”.
وتابع شبانة في برنامجه الإذاعي أن “التهديد بنقل مقر الاتحاد من مصر لن يجدي، ومصر تستطيع بعلاقاتها مع الدول الأفريقية منع حياتو من التلاعب”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الاتحاد الدولي لكرة القادم (الفيفا) يريد الإطاحة بما أسماه الفساد بالاتحاد الأفريقي، وبدأت ببلاتر وقبله بن همام، ويمكن أن يفتح الفيفا ملف حياتو قريبا، والذي يخشى دخول مصر لئلا يتم القبض عليه”.