2024/05/06 8:18 صباحًا
الصفحة الرئيسية / دوري أبطال أوروبا / الماضي الوردي والتاريخ الذي لا يرحم

الماضي الوردي والتاريخ الذي لا يرحم

29595480_370520190023083_5009855473771823881_n

فضل عرابي

لعل أكثر ما تلهج به ألسن عشاق الساحرة المستدرة ذلك الصراع الناري بين كبار القارة الأوروبية، في الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والأنظار شاخصة بالتأكيد نحو ملعب “اليانز ستاديوم” في تورينو، الذي يحتضن الفصل الاول من المواجهة الساخنة بين العملاقين يوفنتوس الإيطالي الوصيف وريال مدريد الإسباني حامل اللقب.

والتاريخ مليئ بالصراعات والملاحم بين العريقين، وهو كعادته لا يعترف إلا بالأقوى، لكن واقع الميدان لطالما هزم التاريخ وأرقامه، ودون انتصارات غير متوقعة، مخالفًا كل المعايير، وإن تعددت فيها أساليب الفهم والتحليل.

وكان نهائي العام الماضي جمع ريال مدريد مع يوفنتوس في كارديف، وفاز الأول بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان 4-1 بينها ثلاثية في الشوط الثاني، وثأر لخروجه من الدور نصف النهائي للمسابقة موسم 2014-2015 عندما جرده يوفنتوس من اللقب بالفوز عليه 2-1 في تورينو وتعادلهما 1-1 في مدريد، وكانت المرة الأخيرة التي يقصى فيها النادي الملكي من المسابقة القارية التي يحمل لقبها في العامين الاخيرين.

وقد بات مشجعو يوفنتوس يشعرون  بأن فريقهم  سيكون سيد أوروبا، لأول مرة منذ عام 1996، حتى لو كان خصمهم في ربع النهائي له من الاسم ريال مدريد، ولا يزال يوصف بأنه أقوى فريق في العالم.

غير أن جماهير الريال تعوّل على خبرة لاعبيهم بالمسابقة، وقولهم أن هذه مسابقة الريال المفضلة، وهو ملكها فوق الميدان، بالإضافة أنه خارج سرب المنافسة على أي لقب محلي ولم يبقى له سوى دوري الأبطال كي لا يكون موسمه صفري.

وغدًا سيعود زيدان للمرة الأولى كمدرب إلى المدينة التي شهدت تألقه وحصده لباكورة ألقابه كلاعب بتتويجه بلقبين في الدوري الإيطالي (1997 و1998) وكأس السوبر الإيطالية (1997) وكأس السوبر الأوروبية (1996) والكأس القارية “إنتركونتيننتال” (1996) بالاضافة الى الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم (1998) قبل انتقاله عام 2001 إلى ريال مدريد الذي وصفه بـ “نادي حياته”.

ويقول زيدان الذي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 1997 أمام بوروسيا دورتموند الألماني و1998 أمام ريال مدريد “أصبحت رجلاً في تورينو، وسأبقى دائمًا ممتنًا ليوفنتوس”، مضيفاًا”قلبي إسباني وريال مدريد هو نادي حياتي”.

وأكد زيدان “كنت أتمنى تفادي مواجهة يوفنتوس، لأسباب عدة”، مشيرًا إلى أن العودة الى تورينو ومواجهة البيانكونيري “ستكون استثنائية بالتأكيد”.

ومع ذلك هاهم أعدوا العدة وجهزوا العتاد، حزموا الأمتعة وتوجهوا نحو تورينو، وتحديدًا نحو “أليانز ستاديوم” في سفوح جبال الألب، إنهم رجال زيدان، وهناك في تورينو عقد أبناء السيدة العجوز العزم على أن لا يدخل أسوار حصنهم خصم إلا خرج منه يجر خلفه أذيال الهزيمة، ولذا فقد جهز مدربهم أليغري الخطط، ووضع النقاط على الحروف، وعلى السبورة شرح طريقة الفوز كما نظيره الفرنسي الغازي، وعلى العشب الأخضر ستدور رحى المعركة بين أبناء السيدة العجوز وأبناء الفريق الملكي.

وحينما ننبش الماضي ونذكر أحكام التاريخ، نتذكر معًا أن الريال لم يحقق الفوز ولا مرة على يوفنتوس في إيطاليا، كما أنه كلما واجه يوفنتوس في دور خروج المغلوب كلما غادر البطولة يجر خلفه أذيال الخيبة، وإن هذا السواد يعتليه بياضًا من نوع أخر، فكلما التقى الفريقين في النهائي كلما فاز الريال كما في نهائيي 1998 و2017.

وزيارة زيدان الأخيرة الى تورينو كانت سلبية: في آذار/مارس 2005، خسر ريال أمام يوفنتوس صفر-2 بعد التمديد في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، وأقصي من هذه المرحلة بعدما كان قد فاز ذهابا على أرضه 1-صفر.

كما أن أخر زيارة لريال لتورينو كانت في ذهاب نصف نهائي 2015 وقد خسر الريال 2-1، ثم تعادل على أرضه 1-1 وغادر البطولة، كما جرت العادة كلما واجه يوفنتوس.

هي عقدة محكمة الربط إذن تتمنى جماهير السيدة العجوز أن تستمر ولو لحين، فيما تمنى جماهير الملكي نفسها بحلها ولو لمرة واحدة.

وبين الماضي الوردي للريال في كارديف والتاريخ الذي لا يرحم في تورينو، يعود الصراع من جديد بين العملاقين الإيطالي والإسباني،، وفي تاريخ مواجهاتهم 19 مباراة في دوري الأبطال، فاز الريال في 9 واليوفي في 8 وقال التعادل كلمته مرتين.

كلا الفريقين يملك لاعبين قادرين على إيجاد المتاعب للأخر، والقاسم المشترك بينهما الرغبة في الإنتصار.

ومهما كانت نتيجة الذهاب فإن الحسم لن يكون إلا مع صافرة نهاية لقاء الإياب هناك في السانتياغو بيرنابيو.

لكن يبقى تعيين الحكم التركي كونيت شاكير لإدارة اللثاء أكثر ما يثير الشكوك في نفوس مشجعي اليوفنتوس، بحكم تاريخه الأسود مع النادي، مقابل تاريخه الأبيض مع عملاقي إسبانيا.

شاهد أيضا

هل لا يزال زيدان يحظى بثقة لاعبيه؟

فرانس برس أكّد الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني أنه لا يزال يحظى ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *