ديربي إيطاليا بين هيمنة يوفنتوس وهزل الإنتر

كتب: فضل عرابي

أعدوا حصنهم وجهزوه، استنفروا قواهم وشحذوا الهمم، وقالوا لا يوجد فريق لا يهزم والترتيب وفارق النقاط  لا يعني شيئًا. هكذا جهز الإنتيرستا أنفسهم للمعركة أمام مهاجمي حصنهم، فقد كان شعارهم منذ القدم “الفوز ليس مهمًّا، بل هو الشيء الوحيد الذي يهم”، هكذا قالها بونابرتي أسطورة ورئيس اليوفنتوس السابق، وهكذا يطبّقها قبل أن يرددها الجميع.

ففي مساء غدًا الأحد وبتمام الساعة السابعة بتوقيت القدس الشريف ومكة المكرمة، ستكون جماهير كرة القدم عامة، وجماهير الكالتشيو خاصة، على موعد مع أكبر مباراة في كرة القدم الإيطالية، وأحد أكبر المباريات على الساحة الكروية الأوروبية، حينما يطلق باولو تاليافنتو صافرته ليعلن إنطلاق لقاء إنتر يوفنتوس في ملعب جوسيبي مياتسا ضمن الجولة الرابعة من الكالتشيو.

أنه دربي إيطاليا هكذا أسماه الصحفي الشهير جاني بيريرا عام 1967، ليختصر مدى أهمية اللقاء، حيث كان يوفنتوس وإنتر ولا زالا أكثر فريقان تحقيقًا للألقاب في إيطاليا فيوفنتوس الأول وإنتر الثاني.

هي أكثر من مجرد مباراة كرة قدم، بل ربما يجوز لنا وصفها بأنها حرباً كروية تنطلق قبل اللقاء بأسابيع، من خلال تصريحات أبلغ وصف لها أنها حرب كلامية، وأقل ما يحكا عنها أنها مناوشات كروية من خلال وسائل الإعلام.

ولعل أكثر الشخصيات شهرة في هذه المعركة الكلامية المحامي ببينو بريسكو، صاحب التصريح الشهير الذي قال فيه:”عندما أصافح يوفنتيني أعد أصابعي بعدها”، تصريح رافق الديربي لأكثر من خمسين عامًا، وأما جاني أنييلي أشهر رئيس لليوفي في تاريخه ومالكه الذي عشق اليوفي بجنونـ فكان أشهر ما قاله بعد أحد الدربيات ضد إنتر هو:”أنا محظوظ جدًا لأني في كل مرة أسمع فيها مقولة فليفز من يستحق الفوز هذا عادتًا ما يكون اليوفي”.

وأذا ما ألقينا نظرة على تاريخ المواجهات المباشرة بين إنتر ويوفنتوس وجدنها كالتالي:

229 مباراة كانت الغلبة فيها والتفوق التاريخي للسيدة العجوز بواقع 103 إنتصار، مقابل70فوز للأفاعي، و 56 تعادل، سجل يوفنتوس خلال المباريات ال 229 السابقة 327 هدف، مقابل 292 هدف للإنتر.

أما عن واقع الفريقين قبل المواجهة، فقد حقق فريق السيدة العجوز بداية ناجعة، فتخطى فيورنتينا 2-1 بهدفي الالماني سامي خضيرة والارجنتيني غونزالو هيغواين، ثم مضيفه لاتسيو بهدف خضيرة، قبل تخطيه ساسوولو 3-1 بهدفين من هيغواين ولاعب وسطه الجديد البوسني ميراليم بيانيتش.

في مقابل صدارة يوفنتوس، كانت بداية انتر مع مدربه الجديد الهولندي فرانك دي بور معقدة، فسقط على ارض كييفو افتتاحا صفر-2، ثم عادل ضيفه باليرمو 1-1 عبر الارجنتيني ماورو ايكاردي، قبل ان يحقق فوزا بشق النفس على ارض بيسكارا 2-1 بهدفين متأخرين من القائد ايكاردي.

وقبل مواجهة القمة، اكتفى يوفنتوس بنقطة التعادل مع ضيفه اشبيلية الاسباني في باكورة مواجهاتنه في دوري ابطال اوروبا الاربعاء.

بينما إنقاد إنتر إلى خسارة مذلة على أرضه وبين جماهيره، في مسابقة الدوري الأوروبي، من هابويل بئر السبع الذي هزمه بهدفين نظيفين.

إنتر يوفي مباراة فيها الفنيات، والإستعراضات، والجماهيرية، والملاحم الكروية، وشخصيات تركت أثرًا لا يمحى فيها من أهداف، وتصريحات، ومنزعات، وحتى قضايا ومحاكم، كل هذا جعل من دربي إيطاليا حدث يخرج عن السياق الرياضي، ويتعداه إلى حربًا ضروس بين قطبي الكرة الإيطالية، وأحد أهم أقطاب الكرة العالمية، أنه واقع لا مثيل له، فهو فريد من نوعه يخص فقط إنتر ويوفنتوس، ونحن الان نترقب ونستعد للديربي الكبير، لنعيش حكاية جديدة من حكايا الديربي، وفصل جديد من تاريخ مواجهات إنتر يوفنتوس .

إنتر يوفنتوس لقاء التاريخ والمجد والعراقة، لقاء المحاكم والقضايا والنزاعات التي لا تنتهي، يقترب من الانطلاق فاربطوا الأحزمة جيدًا، فصافرة تاليافنتو تقترب وسط حلم الإنترستا بكسر العقدة وثقة اليوفنتينيين بتكريس السطوة.