2024/05/06 1:18 صباحًا
الصفحة الرئيسية / مقالات / روجيه فيدرر أسطورة أنهك التاريخ

روجيه فيدرر أسطورة أنهك التاريخ

DUq8CXiU8AAsSAU

فضل عرابي


لطالما كنت معجبًا منذ طفولتي بروجيه فيدرر، وعاشقًا له، نجوميته الخارقة للعادة، والتي تفوق الوصف، فلا كلمات تستطيع وصفها لو كتبنا عنها المجلدات، سحره الذي وقف له الجمع احترامًا وتقديرًا واعترافًا بتفوقه الأسطوري على الكل.

ولطالما كنت دائمًا معجبًا بأخلاقه الرفيعة، وبكل شئ، كثيرًا ما أبهرتني قوة شخصيته، الثقة بالنفس، ابتساماته الساحرة قبل كل مواجهة، وبعد كل فوز، ودموع عيناه بعد كل لقب، حينما تكون كل الكاميرات “زووم” على وجهه ترصد تعابير فرحه عند الفوز، وحزنه عند الخسارة.

ودومًا ما أُعجبت بطريقة إدارته للمباريات داخل أرض الملعب، وخارجه، وفي حياته الشخصية أيضًا!.

لم يكن يومًا ذلك اللاعب المتباكي المشتكي من جدول المباريات المزدحمة، أو من توقيت مبارياته في بطولة ما، ولم يكن ذلك اللاعب فاقد الأعصاب، الذي يكسر المضرب، أو الذي يدخل في جدل عقيم مع الحكم.

فلم يصل روجيه فيدرر إلى مكانته الحالية كأعظم لاعب في تاريخ كرة المضرب بسهولة، ولم يقتصر الأمر على عدد البطولات، أو قوة الضربات، بل إن استمرار مسيرته بعد تقدمه في العمر -وفق معايير اللعبة- أمر استثنائي حقًا.

حصيلة كل ذلك تجعل منه لاعبًا شغوفًا يستمتع بكرة المضرب حتى الثمالة، شغف يفقده السيطرة على مشاعره مع كل تتويج، فلم يختلف الأمر في ملبورن: حمل فيدرر الكأس في يد، ومسح دموعه بالأخرى.

في تصريحاته قبل البطولة، لم يخف فيدرر سعادته بالقدرة على التواجد حتى الآن على أرض الملعب. قال: “أنا سعيد لأنني ما زلت حاضرًا، وما زلت في صحة جيدة، وما زلت ألعب بشكل جيد، أمنح نفسي الفرص، أنافس أفضل اللاعبين الأمر ممتع فعلًا”.

أضاف “ثمة الكثير من الجهد الذي يبذل من أجل تحقيق ذلك، خلال البطولة، التركيز، وأيضًا التحضير المسبق قبل أسابيع وأشهر، تحاول ان تجهز نفسك، هل ستكون مستعدًا اذا واجهت مباراة قوية”.

وشدد على ان “هذا أمر تخطط له قبل وقت طويل. لذا عندما يحصل ذلك (الفوز)، يكون الشعور رائعا”.

بينما قال بتأثر بعد الفوز: “أنا سعيد جدًا بشكل لا يصدق، هذا حلم يتحقق، القصة الخرافية متواصلة بالنسبة إلي”، مضيفًا قبل ان يجهش بالبكاء: “بعد السنة الرائعة العام الماضي، الأمر لا يصدق”.

نجح روجيه فيدرر إذن في تدون اسمه في صفحة جديدة من تاريخ كرة المضرب، بإحرازه اللقب السادس له في بطولة أستراليا المفتوحة، والعشرين في البطولات الأربع الكبرى.

جولة مع بعض أرقام المايسترو، أو كوكب التنس

1- خاض فيدرر ثلاثين نهائيًا في بطولات الغراند سلام، في استراليا، تمكن من معادلة الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بالبطولة، متساويًا مع الصربي نوفاك دجوكوفيتش، والاسترالي روي إيمرسون.

2- في حصيلة الألقاب الكبرى، حقق فيدرر لقبه العشرين، ليبتعد بأربعة ألقاب عن الاسباني رافايل نادال، وستة عن الاميركي المعتزل بيت سامبراس، وثمانية عن دجوكوفيتش.

3- أحرز فيدرر ثلاثة من ألقابه الكبرى بعدما أتم في 2016 عامه الخامس والثلاثين: أستراليا المفتوحة (2017 و2018) وويمبلدون (2017).

4- الأحد، على ملعب رود لايفر في ملبورن، كان فيدرر أكبر لاعب يخوض نهائي أستراليا منذ مواجهة 1972 بين “المحليين” كين روزوال (37 عامًا) ومال أندرسون (36 عامًا).

5- 14 عامًا ونصف تفصل بين لقبه الأول في البطولات الكبرى (ويمبلدون صيف 2003)، ولقبه العشرين (أستراليا مطلع 2018).

6- حقق 332 فوزًا في مباريات الغراند سلام، وهو رقم قياسي.

7- أحرز 96 لقب في مسيرته، ويقترب من حامل الرقم القياسي منذ بدء تطبيق نظام الاحتراف (1968) الأميركي جيمي كونورز (109 ألقاب).

8- عدد الأسابيع التي أمضاها في صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين: 302 أسبوع، وبقي ضمن العشرة الأوائل بين العامين 2002 و2015. تراجع الى المركز 17، وهو الأسوأ له منذ عام 2001، بعد غيابه لستة أشهر بسبب الاصابة نهاية عام 2016.

العام الماضي، عاد فيدرر الى ملاعب الكرة الصفراء بقوة، شارك وهو أب لأربعة أطفال (توأمان من الذكور ومثلهما من الاناث) في 12 دورة، وتوج بسبعة منها. خلال 12 شهرًا (كانون الثاني/يناير 2017 – كانون الثاني/يناير 2018) أحرز ثمانية ألقاب، فاز في 59 مباراة، وخسر 5.

مذكرًا بالأعوام التي هيمن فيها على كرة المضرب، خاصة في العقد الأول من الألفية الجديدة.

اعتبر العديد من متابعي اللعبة ان عصر فيدرر انتهى بعدما غاب عن الألقاب الكبيرة بين 2012 و2017، لكن فيدرر عاد، طور أداءه لاسيما الضربات الخلفية، وعرف كيف يحافظ على لياقته البدنية.

ويبدو الآن المايسترو كآخر الكبار  الثابتين في الملعب، بينما يعاني كل منافسيه، وجميعهم أصغر منه سنًا، من آثار الاصابات: نادال، دجوكوفيتش، أندي موراي، وستانيسلاس فافرينكا.

وفي الختام نختم بجملة هو حقًا أسطورة أنهك التاريخ.

شاهد أيضا

معلول يسعى للتحليق بـ”نسور قرطاج” في سماء روسيا

AFP قوبلت عودة نبيل معلول إلى الإدارة الفنية للمنتخب التونسي، بانتقادات دفعها خصوصاً فشله في ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *