دوري الأبطال | برشلونة يصنع التاريخ

تامر أبو سيدو – غوول

صنع برشلونة التاريخ ومنح جماهير كامب نو ليلة تاريخية سيحكون عنها لأحفادهم وأحفاد أحفادهم ! البارسا حقق العودة التاريخية وسط أحداث درامية في إقليم كتالونية الليلة، بعدما نجح الفريق في تعويض خسارته ذهابًا أمام باريس سان جيرمان 4-0 وتفادي هدف إيدينسون كافاني المحبط والفوز بنتيجة 6-1 وسط دقائق أخيرة مجنونة.

برشلونة دخل اللقاء بعدما خاض أفضل مبارياته في الموسم أمام سلتا فيجو في الليجا بداية الأسبوع مما منح الفريق وجماهيره آمالًا كبيرة في قدرته على تعويض خسارته القاسية في الذهاب، وقد لجأ المدرب لويس إنريكي لطريقة لعب 3-3-1-3 الهجومية فيما كان لزامًا على ضيفه الفرنسي أن يتفادى تلقي 5 أهداف أو أن ينجح بالتسجيل ليعقد مهمة مستضيفه أكثر.

ولم تكد الدقيقة الثالثة تبدأ إلا وأعلن البارسا بقوة عن نواياه بإحراز الهدف الأول برأس لويس سواريز، وقد استعان الحكم بتقنية خط المرمى ليؤكد تخطي الكرة لخط مرمى كيفن تراب، وتقدم الفريق بعدها وحاول مجددًا لكن جماهير الكامب نو التقطت أنفاسها حين لمس خافيير ماسكيرانو الكرة بيده داخل منطقة الجزاء ليقطع تمريرة جوليان دراكسلر لكن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء كما طالب لاعبو باريس سان جيرمان.

واقتصرت محاولات البارسا خلال الدقائق التالية على التسديدات من بعيد وأخطرها تسديدة ليونيل ميسي من كرة ثابتة وتسديدة نيمار الرائعة، لكن الفريق لم ينجح كثيرًا في الوصول بالجدية والخطورة المطلوبة لداخل منطقة جزاء منافسه الفرنسي إلا حين اخترق إنيستا المنطقة ولعب الكرة بكعب قدمه ليُخطئ المدافع لايفين كورزاوا ويُسددها نحو مرماه مانحًا البارسا هدفه الثاني عند الدقيقة 40.

ما حدث في الشوط الأول تكرر في الثاني، إذ نجح برشلونة في إحراز هدفه الثالث عند الدقيقة 50 من ركلة جزاء احتسبت لصالح نيمار ونجح ميسي في تسديدها لتشتغل مدرجات ملعب كامب نو بصرخات الجماهير المطالبة بالهدف الرابع الذي سيُعادل نتيجة الذهاب.

المدرب أوناي إيمري تحرك أخيرًا وأخرج لوكاس مورا لصالح آنخيل دي ماريا، وذلك بعد دقائق قليلة من كرة كافاني التي ارتطمت بالقائم الأيسر لأندريه تير تشيجن، وقد ساهم هذا التغيير وكذلك شجاعة الفرنسيين في التقدم للأمام في تحسن أداء الفريق كثيرًا، إذ بدأ يستغل جديًا المساحات في دفاع البارسا وخلف وسطه المتقدم للهجوم، وترجم الفريق هذا التحسن لهدف ثمين أحرزه كافاني بتسديدة قوية عند الدقيقة 62، وبعد دقيقتين فقط كاد المهاجم ذاته أن يُسجل الهدف القاتل لكن الحارس الألماني تصدى لمحاولته بامتياز.

هدف المهاجم الأوروجواياني غير نسبيًا من شكل اللقاء، إذ منح فريقه جرعة هائلة من الثقة جعلته يلعب بشكل أفضل كثيرًا مما فعل في الشوط الأول سواء دفاعيًا أو هجوميًا، وقد ساعده ظهور شيء من الإرهاق والإحباط على لاعبي البارسا مما أدى لتراجع أدائهم الهجومي.

وفيما كانت المباراة تذهب لانتصار البارسا بثلاثة أهداف لهدف وبعدها أهدر دي ماريا فرصة سهلة للغاية إثر انفراده بالحارس تير تشيجن، أحيا نيمار آمال البارسا بإحراز الهدف الرابع من كرة ثابتة عند الدقيقة 88 ليحتسب الحكم بعدها ركلة جزاء جديدة لصالح لويس سواريز نجح البرازيلي في ترجمتها للهدف الخامس عند الدقيقة 91 والذي عادل نتيجة المواجهة الإجمالية 5-5 لكنه يمنح بطاقة التأهل للفريق الفرنسي بفضل هدف كافاني في ملعب كامب نو.

عاش الجميع لحظات مجنونة في الدقائق الأخيرة بعدما تقدم البارسا بكامل صفوفه وبحارس مرماه لمنطقة جزاء الفرنسيين، وبدأ الفريق يضغط بقوة ويمرر الكرة لداخل منطقة الجزاء لينجح البديل سيرجي روبيرتو في إحراز الهدف القاتل والحاسم عند الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع والذي منح برشلونة انتصارًا بنتيجة 6-1 أهله لربع نهائي الأبطال وأقصى باريس سان جيرمان من البطولة في ليلة لن تُمحى من ذاكرة البطولة أبدًا.