مواجهات مهمة للمنتخبات العربية في تصفيات أمم أفريقيا

تعود الحياة من جديد إلى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة المؤجلة لتقام في الكاميرون عام 2022 بدلاً من يناير/كانون الثاني المقبل، بعد توقف دام لأكثر من عام، عبر انطلاقة الجولة الثالثة في أكثر من 10 مجموعات، لا بديل فيها من الفوز للعديد من المنتخبات للإبقاء على الآمال في التأهل، سواء أكانت متصدرةً أم وصيفةً في جدول ترتيب المجموعات. وتتجه عيون الجماهير العربية صوب 3 منتخبات من الشمال الأفريقي تبحث عن الانتصار، وحصد النقاط الثلاث، ومواصلة البداية الجيدة التي حققتها في أول جولتين، أملاً في الحصول على أكبر عدد من البطاقات العربية بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخباً.

وفي المجموعة الخامسة تبدأ رحلة المنتخبات العربية، حين يلتقي منتخب موريتانيا “الحصان الأسود في عام 2019 ” وصاحب الإنجاز التاريخي بالتأهل إلى أمم أفريقيا الماضية في مصر لأول مرة في تاريخه مع نظيره بوروندي تحت شعار لا بديل من الفوز.

وتمثل المباراة بالنسبة إلى منتخب موريتانيا عنق زجاجة في رحلة التأهل إلى الأمم الأفريقية، وليس فقط “المنافسة على الوصافة”، حيث يملك 4 نقاط من فوز وتعادل حتى الآن والفوز يتيح له الوصول إلى النقطة 7، والاقتراب بنسبة 50% من التأهل مع نهاية مرحلة الذهاب، ويحتاج معها لـ 11 نقطة في 3 مباريات تالية من أجل الصعود الرسمي، ولا يملك منتخب بوروندي في المقابل أية نقاط، وخسر أول مباراتين له.

وشهد معسكر المنتخب الموريتاني أحداثاً مثيرة في الساعات الأخيرة، حيث اضطر الفرنسي كورينتين مارتينيز، المدير الفني للمرابطين، إلى زيادة عدد اللاعبين المختارين إلى 30 لاعباً، وهو ما يمثل رقماً قياسياً من اللاعبين في معسكر بسبب التخوف من نتائج تحاليل فيروس كورونا، وتحسباً لإمكانية فقدان أي لاعب بسبب الإصابة بالفيروس بصورة مفاجئة، وهو ما سعى المدرب الفرنسي إلى التعامل معه فعلاً.

ومن موريتانيا إلى جزر القمر الذي يعتبر منتخباً صاعداً في التصفيات، والذي فاجأ الجميع بصدارة مبكرة لجدول ترتيب المجموعة السابعة برصيد 4 نقاط من فوز وتعادل في وجود منتخبات أكثر خبرة، ومنها ما تُوِّج بطلاً لأمم أفريقيا، مثل مصر، ومنها ما ظهر عدة مرات في “الكان”، مثل كينيا وتوغو، حينما يلتقي نظيره الكيني في لقاء عصيب وصعب.

في المقابل، يملك المنتخب الكيني بدوره فرصة قوية للمنافسة على قمة المجموعة أو وصافتها، ويملك في جعبته حالياً نقطتين من التعادل في أول جولتين مع مصر 1/1 في الإسكندرية و1/1 مع توغو في عقر دارها. وتمثل المباراة بالنسبة إلى جزر القمر فرصة ذهبية للحصول على 3 نقاط ومواصلة الزحف نحو تحقيق حلم التأهل لأول مرة إلى أمم أفريقيا.

واستدعى أمير عبدو، المدير الفني للمنتخب، قوته الضاربة بالكامل، يتصدرها النجم الكبير ألفاردو بن محمد، مهاجم رد ستار الصربي، وأشهر لاعب في البلاد، الذي يُعَدّ المهاجم الأول للتشكيلة، بالإضافة إلى عدد من المحترفين مثل قاسم عبد الله، مدافع أتلتيكو مارسيليا الفرنسي، وعلي أحمدا، حارس مرمى بران النرويجي، ومحمد يوسف، لاعب وسط أغاكسيو الفرنسي، وعلي مامادي رأس حربة تورا الفرنسي.

وشهد معسكر منتخب جزر القمر الأخير مفاجآت بالجملة وجدلاً واسعاً، بسبب استبعاد المدير الفني لأكثر من لاعب، مثل ناصر شاميد، لاعب غازميتان الروماني، وفؤاد باشيرو، لاعب وسط نوتنغهام فورست الإنكليزي، لأسباب فنية، وأسماء أخرى خرجت من حسابات المدرب.

وفي المجموعة العاشرة يدخل منتخب عربي آخر السباق بحثاً عن الفوز فقط، للإبقاء على آماله في التأهل، خاصة في ظل تنافسه مع 3 منتخبات بشكل كبير على بطاقة التأهل وصيفاً، في ظل تصاعد فرص المنتخب التونسي لحسم الصدارة بعد بدايته القوية وحصده 6 نقاط، حيث يخوض المنتخب الليبي واحدة من المواجهات المرتقبة، حينما يلتقي نظيره غينيا الاستوائية تحت شعار لا بديل من الفوز أيضاً في المباراتين معاً، وليس في لقاء على حساب آخر. ويدخل المنتخب الليبي اللقاء، ولديه 3 نقاط مقابل رصيد خال لغينيا الاستوائية، ويتيح الفوز له التقدم للوصافة على الأقل حال تعثر تنزانيا أمام تونس “المتصدر الحالي” للجدول الذي يملك 3 نقاط أيضاً.

وعاش المنتخب الليبي أجواءً متوترة بسبب المحترفين، وأثار أحمد بن علي المحترف في كروتوني الإيطالي جدلاً بسبب طلبه عدم الحضور، لأزمة له مع فريقه، وفي الوقت نفسه حشد الجهاز الفني قوته الضاربة من باقي المحترفين، مثل مؤيد اللافي ومفتاح طقطق ومحمد الترهوني والسند الورفلي والمعتصم صبو، وهي المباراة الأولى للمنتخب الليبي تحت قيادة مديره الفني علي المرجيني الذي تولى المسؤولية خلفاً لفوزي البنزرتي الذي انتهى تعاقده مع الاتحاد الليبي قبل أسابيع.